مجموعة التحكيم المكونة من مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي، ومركز التحكيم الألماني يتعاونان مع منتدى إفريقيا للتحكيم لمد جسور التعاون وتعزيز الروابط في مجال التحكيم
في 11 سبتمبر 2024، استضافت مجموعة التحكيم المكونة من مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي، ومركز التحكيم الألماني، بالتعاون مع منتدى إفريقيا للتحكيم، حدثًا هامًا تحت عنوان “مد جسور التعاون وتعزيز الروابط بين مركز التحكيم الألماني وشمال إفريقيا في مجال التحكيم”. جاء هذا الحدث ضمن فعاليات أيام برلين لحل النزاعات، بمشاركة نخبة من خبراء التحكيم من ألمانيا وشمال إفريقيا لاستكشاف فرص التعاون في منطقة تزداد أهميتها للشركات الألمانية.
أدار الجلسة النقاشية السيد كيليان بالز، الشريك في مكتب “أميريلر ريشتسانفالته”، كما شارك الدكتور إسماعيل سليم، مدير مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي، والسيد سامي الهواربي، المدير في مكتب الهواربي للمحاماة ورئيس منتدى إفريقيا للتحكيم، والسيد يواكيم أ. كوكنبورغ، الشريك في مكتب “كيه بلاس” ، والأستاذة مريم الرزقي، المحامية في مكتب “أميريلر ريشتسانفالته“.
بدأ النقاش بتعريف المؤسسات الرئيسية العاملة في مجال التحكيم في شمال إفريقيا. حيث القى الدكتور إسماعيل سليم الضوء على مميزات مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي، بما في ذلك قواعد التحكيم المُحدّثة لعام 2024، والتي تتماشى مع المعايير الدولية وتتوفر بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية. كما أكد على فعالية المركز من حيث التكلفة، وفريق إدارة القضايا متعدد اللغات، وحياديته المثبتة، والتي تجلت في العديد من الأحكام الصادرة ضد الدولة المصرية.
من جانبه، قدم سامي الهواربي نبذة عن منتدى إفريقيا للتحكيم، موضحًا أهدافه المتمثلة في تعزيز التحكيم وطرق حل النزاعات البديلة في شمال إفريقيا، وتمكين المرأة، وإشراك الشباب في أنشطة التحكيم، وتقريب الفجوات التواصلية بين أصحاب المصلحة. كما شجع الحضور على الانضمام إلى المنصة الإلكترونية للمنتدى للتواصل مع مجتمع التحكيم في المنطقة.
اتفق المشاركون على أهمية إشراك الممارسين من شمال إفريقيا في إجراءات التحكيم، نظرًا لفهمهم العميق للإطار القانوني والإجراءات العملية في المنطقة. وأكدوا أن ذلك يجعلهم أكثر فعالية مقارنة بالمحكمين الأجانب الذين قد لا يكونون على دراية كافية بخصوصيات المنطقة.
ثم انتقل النقاش إلى تأثير الثقافة واللغة على ممارسات التحكيم في شمال إفريقيا. حيث أشارت مريم الرزقي إلى أن الدول الناطقة بالفرنسية مثل تونس والجزائر والمغرب كانت تقليديًا تفضل مؤسسات التحكيم الفرنسية، إلا أن الجيل الأصغر أصبح أكثر انفتاحًا على التعاون مع الشركاء الناطقين بالإنجليزية. وأبرزت إمكانات مركز التحكيم الألماني في اكتساب مكانة في المنطقة، نظرًا لسمعة ألمانيا في الجودة والكفاءة والإحترافية.
وأضاف يواكيم أ. كوكنبورغ أن قوانين التحكيم في شمال إفريقيا تتشابه مع القانون الألماني للتحكيم، مثل إمكانية تنفيذ الأحكام حتى إذا تم إلغاؤها في مقر التحكيم—وهو ما يعكس التأثير الفرنسي على الأنظمة القانونية في المنطقة. وأشار إلى أن هذه التشابهات تشكل أساسًا قويًا للتعاون وتؤكد على الإمكانات غير المستغلة للشراكة بين ألمانيا وشمال إفريقيا.